عندما يعلن القاتل عن نفسه وعن ضحاياه،يصبح القتل مساعدة دولية للديمقراطية وترمى العدالة جانبا، فتتحول الضحايا إلى وأعداد،لا تحرك الهيئات الدولية أو إلإنسانية للإقتصاص من المحتلين.
والعدالة كالديمقراطية وحقوق الإنسان،مفردات تحولت جسورا لإجتياحات وإحتلالات المستعمرين، فقتل المدنيين في سبيل الديمقراطية المزعومة مسموح، طالما أن الضحايا من المستضعفين في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين.
لقد غزت أميركا العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل،وإنقاذا للشعب العراقي ،فأستمر الإحتلال بالقتل والتعذيب ، وإن اختلفت أرقام الضحايا،فإن الأميركيين مسؤولون عن 70 ألف قتيل عراقي كإعتراف أولي قفز إلى 109ألاف قتيل قبل بينما الأرقام تشير إلى أكثر من مليون عراقي،تقع مسؤولية قتلهم على الأميركيين لأنهم سلطة الإحتلال،التي أمسكت بزمام الأمور الأمنية والسياسية والإقتصادية،فإن ما قتله الإرهابيون... فأميركا هي المسؤولة لأنها سهلت قدومهم وأشعلت الفتنة المذهبية،وإن قتلت أجهزة الحكومة فهي التي نصبها الحاكم العسكري الأميركي ،والأكيد أن أكثرهم قد قتله الأميركيون أما قصدا أو تسلية أو إشعالا للفتنة...فمن يحاسب أميركا؟!.
من عذب السجناء في أبو غريب وغيره ، ؟؟ من نهب العراق العراق...عبر الفساد والتزوير...إنها أميركا وشركاتهاالأمنية وأزلامها السياسيين.
لكن السؤال.... لماذا سمحت أميركا بنشر وثائق جيشها السرية؟!. وتحاول خداع السذج بأنها ضد نشرها وتهديد ناشريهافي كذبة إعلامية قديمة،لقد أرادت أميركا نشر الوثائق في لحظة سياسية ومفصلية على الصعيد العراقي الإقليمي،اعتمادا على منهجية أميركية إسرائيلية ترتكز على الإستفادة من العملاء والأزلام والتابعين أنظمة أو أفرادا أو جماعات ،عند دخول المحتل وتجنيده للعملاء والإستفادة من وتعاونهم حتى خروج الغزاة الذين لا يحترمون عملائهم ولا يثقون بهم ولا يحموهم وينشرون أسمائهم وأعمالهم الإجرامية وخيانتهم لبلدهم،لتحقيق الأهداف التالية:
- إشعال أعمال الثأر من العملاء وتوليد الفتنة الداخلية.
- التخلص من عبء العملاء وعوائلهم،بإعتبارهم أدوات غير أخلاقية.
- تبرئة الإحتلال من القتل والإرهاب وإلصاقها بالعملاء والجهات الخارجية خاصة إيران وسوريا.
هكذا فعلت أميركا في فيتنام وتركت عملائها ،وهكذا فعلت إسرائيل بعملائها عام2000 ففر جنودها وتركواعملاء لحد يستنجدون ولا من مجيب،وهكذا تفعل أميركا الآن في العراق لكن المشكلة أن طوابير العملاء لا تتوقف في كل الساحات عملاء سياسيين وأمنيين ومن كل الإختصاصات طمعا بالمال أو سعيا للإنتقام من مواطنيهم،ولا أحد يتعلم من تجارب العملاء الآخرين...حيث أن الأميركي والإسرائيلي يضحون بعملائهم للنجاة بمصالحهم ومرات كثيرة لا يبلغون أتباعهم وحلفائهم أهدافهم الحقيقية،ويستغلونهم حتى آخر رمق ولو بالرسائل القصيرة عبر الهواتف الخليوية...
ويتسائل العقلاء لماذا تبحث أميركا وحلفائها عن(الحقيقة)المزعومة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري،وتسكت عن التحقيق في وثائق (ويكيليكس)التي تسمي القاتل وهو أميركا وعملائها؟!.
لماذا لا تشكل المحاكم الدولية لمحاسبة أميركا وإسرائيل علىجرائمهما ضد الإنسانية طالما أن الحقيقة والأدلة جاهزة من وثائق(ويكيليكس )إلى تقرير(غولدستون)في غزة إلى مجزرة قانا إلى مجزرة(حنين)في فلسطين وغيرها، هل أن الضحايا ليسوا من البشر للمطالبة بحقوقهم أم أن القاتل فوق القانون ؟
هل القرار الظني المزعوم،سيتهم المقاومة في لبنان ليس على جريمة اغتيال الحريري بل على(جريمة)مقاومة الإسرائيليين وهزيمتهم في حرب لبنان 2006.
هل القرار الظني أداة لنزع سلاح المقاومة وحصارها،كما حصل في قرار المحكمة الجنائية ضد الرئيس عمر البشير تسهيلا لتقسيم السودان وانفصال الجنوب لتأسيس دولة(مسيحية) في إفريقيا لإستغلالها استعماريا ضد المنطقة؟!.
العدالة لا تتجزأ ولكن الأميركيين صنعوا أثوابا للعدالة وفق مصالحهم،وعلى المستضعفين من الشعوب المظلومة أن لا تستسلم ،بل مقاومة الجريمة المنظمة والمسماة أحتلالا أو استعمارا،فالتضحيات من الشهداء ستكون أقل من الضحايا المظلومين،والغنيمة هزيمة المحتلين وتحرير الشعوب والأوطان بدل التبعية والعمالة والبكاء على الضحايا والكيانات.
هل يستيقظ اللبنانيون قبل الكارثة أم أنهم لا يتعلمون...